السؤال:
كنت مشغوفة بقيام الليل وقراءة القرآن والاستماع إلى كل مفيد يقرب من الجنة ويبعد من النار؛ حتى انقلبت حالتي فجأة فأصبحت أشعر بضيق الصدر والخوف من الليل وأصبح تذكّر الموت والشعور به هاجسي المخيف. حملت وأنجبت ولدا ولم يكتب الله له العيش سوى شهرين ونصف.
جربت الرقية الشرعية ولم أستطع إكمالها. أشيروا عليّ مأجورين.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله لك الثبات وأن يهبك طمأنينة القلب وسعة الصدر والأنس بقربه وحسن عبادته.
أختي الفاضلة:
عليك أن تدركي أن لكل مشكلة حلا وأن ما يصيبك سيكون بحول الله أثقالا في ميزان حسناتك فاعرفي ذلك واحتسبيه عند الله.
أختي الفاضلة:
أولا: إن التوازن في حياتنا نحن المسلمين مطلب مهم ومعلم لابد من الاهتداء به حتى تكون الشخصية متكاملة متزنة في جوانبها كلها. كما أن دين الله واسع رحب فيه من روافد السعادة والطمأنينة وفيه من الدوافع نحو العمل الصالح والمسارعة إلى الخيرات وفيه جوانب التبشير وفيه قوارع الإنذار والتخويف والوعد والوعيد وفيه الدعوة إلى تلبية حقوق الآخرة دون نسيان حقوق الدنيا، وفيه ما يلبي ويتفق مع حاجات الإنسان الجسدية والعقلية والروحية. وعليه فإنه يلزمك أن تنظري إلى دين الله نظرة شاملة وأن لا تقصري الأمر على الوعيد والتخويف والترهيب. حاول أن تجدي الإسلام وتطبيقاته في حياتك كلها وأن لا يكون محصورا في جانب دون أخر. ليكن دين الله في حياتك وفي نفسك دعوة للفرح والابتسامة ودعوة للعمل الجاد المثمر ووسيلة للعلاقات الرائعة المفيدة ووسيلة للقيام بالحقوق لمن حولنا على نحو متزن وشامل.
ثانيا: من خلال وصفك لبعض الأعراض النفسية والجسدية فربما تكونين تعانين من بعض القلق الذي يحتاج إلى معاينة وفحص لدى الطبيبة النفسية. وعليه فأنصحك بزيارتها واستشارتها لعل الله أن يهبك على يديها شفاء عاجلا.
وفقك الله وسددك.
الكاتب: د. محمد العتيق.
المصدر: موقع المسلم.